اقتصاد دولي

حالات إفلاس ديون الطاقة في بريطانيا تسجل رقما قياسيا

يسير موردو الطاقة في طريقهم إلى تقديم عدد قياسي من التماسات تصفية العملاء هذا العام، إذ تكافح الشركات مع ارتفاع كلفة الطاقة، بعد أن كانت هناك أكثر من 400 محاولة من قبل الموردين لإغلاق الشركات لاستعادة ديون الطاقة على مدى العقد الماضي، وفقاً لملفات محكمة بريطانية.

كانت الغالبية العظمى من نصيب شركة “بريتيش غاز” و”إيون أند باور” وهي الآن جزء من “إيون” أكبر مزود للكهرباء في المملكة المتحدة.

وقدمت شركة “بريتيش غاز” و”إيون”، وهما موردان تجاريان رائدان، 30 عريضة تصفية كهذه في الأشهر الأربعة الأولى من العام، وفي حال استمر هذا المعدل فسيكون عام 2023 عاماً قياسياً، وفقاً لتحليل شركة المحاماة “هارغس باركر”، التي قالت إن نحو نصف الالتماسات أدت عادة إلى إغلاق الشركات المستهدفة.

فاتورة طاقة مرهقة

تكافح اليوم آلاف الشركات مع كلفة الطاقة بعد أن أدى الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء بالجملة.

وتدافع شركة المحاماة “هارغوس باركر” أيضاً عن الوقف الاختياري بينما تقدم دعوى قضائية جماعية بقيمة ملياري جنيه استرليني (2.47 مليار دولار) ضد عديد من شركات الطاقة بسبب مدفوعات العمولات التي تزعم أنها لم يتم الكشف عنها لوسطاء من أطراف ثالثة، والتي تستخدم على نطاق واسع لبيع صفقات الطاقة للشركات.

وتدعي شركة المحاماة أن بعض الشركات المستهدفة ربما اضطرت إلى دفع رسوم جمركية مبالغ فيها نتيجة لما تزعم أنها مدفوعات عمولات “خفية”.

وقال الشريك في “هارغوس باركر” دامون باركر لصحيفة “التايمز”، “يبدو لنا أن شركات الطاقة سعت إلى تصفية عدد كبير من الكيانات على خلفية العقود التي تحتوي على عمولات خفية أو سرية مدفوعة للوسطاء الذين يزعمون أنهم يعملون للشركات”.

وأضاف “نحن نعمل لصالح مئات الشركات التي تسعى إلى سداد تلك العمولات، وإذا نجحت هذه الادعاءات فمن الممكن ألا يتم إنهاء بعض أو كل هذه الشركات الفاشلة”.

من جانبه حذر اتحاد الشركات الصغيرة من أن أكثر من 90 ألف شركة صغيرة معرضة للخطر بعد التوقيع على صفقات ثابتة في النصف الثاني من العام الماضي، عندما كانت أسعار الطاقة في ذروتها.

وقالت رئيسة السياسات في الاتحاد الأوروبي تينا ماكنزي “يجب على كبار موردي الطاقة منح الشركات الصغيرة الضعيفة كل فرصة لدفع فواتيرهم، وإذا تم إصدار عرائض التصفية بأعداد كبيرة من دون تقديم دعم فهناك حاجة إلى فرض وقف موقت”.

حقوق الدائنين في استرداد الديون

وقالت متحدثة باسم “بريتيش غاز” للصحيفة “سياسة ديوننا عادلة، مع وجود ضوابط صارمة، ونحن نسعى إلى التواصل مبكراً مع العملاء التجاريين لمناقشة الدعم والخيارات المتاحة، وقادرون على تقديم خطط سداد ممتدة عند الاقتضاء”.

وأضافت “نحن لا نتعامل مع التماسات التصفية باستخفاف ونأخذها في الاعتبار فقط في ظروف محددة إذ توجد مسؤولية واضحة، وتمتلك الشركة رصيداً كبيراً ويبدو أنها قابلة للذوبان مع وضع أصول سليم، فيما تمثل التماسات التصفية نسبة صغيرة جداً من ديوننا القديمة”.

وتابعت “نحن ندرك أن المناخ الاقتصادي الحالي صعب بالنسبة إلى الشركات الصغيرة، وهذا هو سبب التزامنا بحزمة تخفيف ديون الشركات الصغيرة بقيمة 15 مليون جنيه استرليني (18.5 مليون دولار) لأولئك الذين عانوا خلال الشتاء الماضي”.

وأضافت أن “العلاقة بين السمسار والعميل التجاري منفصلة عن علاقتهما مع شركة (بريتيش غاز)، وكان يتعين على جميع الوسطاء الالتزام بلوائح الشفافية وقد التزمت شركة بريتيش غاز جميع القواعد”.

وقال متحدث باسم الحكومة إنها قدمت للشركات دعماً بقيمة سبعة مليارات جنيه استرليني (8.6 مليار دولار). أضاف “إن الوقف الاختياري لعرائض التصفية سيكون تدخلاً كبيراً في حقوق الدائنين في استرداد الديون المستحقة وليس لدينا خطط لتقديم واحدة في هذا الوقت”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى