كشفت مصادر مطلعة عن بدء مشاورات بين مستثمرين عرب وخليجيين، أفراداً وشركات وكيانات ضخمة والحكومة المصرية من أجل اقتناص فرص استثمارية عبر برنامج الطروحات الحكومية الذي أعلنت عنه الحكومة المصرية قبل أيام، ويضم نحو 32 شركة تابعة للحكومة.
وفيما شهد مؤتمر «إيجيبس 2023» الإعلان عن توقيع عدد من الاتفاقيات مع شركات طاقة عالمية في شأن استثمارات جديدة بقطاع الطاقة والغاز في مصر، تشير البيانات إلى أن قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ في مصر بلغت نحو 8.2 مليار دولار خلال عام 2022 عبر تنفيذ 242 صفقة، مقابل صفقات بلغت قيمتها تسعة مليارات دولار في عام 2021، الذي شهد تسجيل 243 صفقة.
ووفق تقرير صادر عن شركة المحاماة العالمية «بيكر مكنزي»، استناداً إلى بيانات «ريفينيتيف» الخاصة بأنشطة صفقات الاندماج والاستحواذ العالمية المعلنة، فقد انخفض إجمالي حجم الصفقات وقيمتها في النصف الثاني من عام 2022 إلى 115 صفقة بقيمة 4.2 مليار دولار، مقارنة بنحو 126 صفقة بقيمة 4.3 مليار دولار في الفترة المماثلة من العام السابق عليه.
خطط للاستحواذ على كيان جديد بقطاع النقل:- وفي وقت بدأت وزارة النقل المصرية حملة ترويجية بين مؤسسات التمويل الدولية، وكيانات القطاع الخاص المحلية والعالمية، لتوفير تمويلات بقيمة 500 مليون دولار، لإنشاء وتشغيل خط سكة حديد «أبو طرطور- قنا»، بطول يصل إلى 350 كيلومتراً، فقد أبدى مستثمرون خليجيون رغبتهم في الاستحواذ على حصص في الكيان الجديد الذي سيضم شركتي «سيدي كرير للبتروكيماويات – سيدبك» و»المصرية لإنتاج الإيثيلين ومشتقاته – إيثيدكو»، بعد إتمام صفقة الدمج المزمعة بينهما مع استهداف حصة تتراوح بين 16 و20 في المئة من الكيان المرتقب.
التضخم في مصر يتجاوز التوقعات ويقفز لأعلى مستوى منذ 5 سنوات:- وتعتزم وزارة النقل إسناد مهمة تنفيذ وإدارة وتشغيل خط للسكك الحديدية لشركات من القطاع الخاص، ويخدم هذا الخط مشروع المثلث الذهبي، والمساهمة في نقل خام الفوسفات، بطاقة تشغيلية متوقعة لنقل البضائع بنحو 2.6 مليون طن سنوياً، ويتم زيادتها إلى ستة ملايين طن سنوياً.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أبدت شركة «سيدبك» اهتمامها بالاستحواذ على 100 في المئة من شركة «إيثيدكو»، من خلال صفقة مبادلة أسهم، وسط توقعات بالانتهاء من تنفيذ الاستحواذ في خلال عام. وتمتلك «سيدبك» حالياً نحو 20 في المئة من الشركة ما يجعلها ثاني أكبر مساهم في الشركة. وظهرت شركة «إيثيدكو» ضمن قائمة 32 شركة تعتزم الحكومة طرحها في البورصة أو لمستثمرين استراتيجيين ضمن برنامج الطروحات على مدار 13 شهراً المقبلة، في وقت لم تدرج الحكومة المصرية شركة «سيدبك» ضمن القائمة الخاصة ببرنامج الطروحات على رغم وجود تقارير غير مؤكدة ذكرت أنها قد تتطلع إلى طرح ثانوي للمستثمرين. وتعمل الشركتان في الوقت الحالي على استيفاء متطلبات المستشار المالي والمستشار القانوني لعملية الاستحواذ لإعداد التقرير النهائي، بحسب ما قالت «سيدبك» في إفصاح البورصة المصرية.
واستحوذت الصناديق السيادية السعودية والإماراتية على حصص في شركتي «أبو قير» للأسمدة و»مصر لإنتاج الأسمدة – موبكو»، وتتطلع الآن إلى اقتناص حصة في شركة «حلوان للأسمدة»، وتتطلع صناديق سيادية خليجية غير معلومة إلى اقتناص حصة غير محددة في شركة «النصر للأسمدة والصناعات الكيماوية – سيمادكو».
«أدنوك» تدخل سوق توزيع الوقود في مصر:- وفي الوقت نفسه فقد أتمت ذراع التوزيع لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» صفقة استحواذها على 50 في المئة من شركة «توتال إنرجيز مصر»، بعد إفصاح حديث للشركة. وبهذه الصفقة التي يجري العمل عليها منذ يوليو (تموز) الماضي، تدخل «أدنوك» إلى قطاع توزيع الوقود بالسوق المصرية.
وتعد شركة «توتال إنرجيز مصر» واحدة من أكبر مشغلي محطات بيع الوقود في مصر ولديها محفظة مكونة من 240 محطة بيع وقود، وأكثر من 100 متجر للبيع بالتجزئة، وأكثر من 250 محطة تغيير زيت، وغسيل السيارات، وبيع الوقود بالجملة، ووقود الطائرات، وعمليات زيوت التشحيم. ومن المتوقع أن ترفع الصفقة أرباح «أدنوك» للتوزيع بنسبة ستة في المئة (على أساس توحيد البيانات بنسبة 100 في المئة) قبل خصم الفوائد والضريبة والاستهلاك وإطفاء الدين، وذلك بعد مرور العام الأول على استكمال الصفقة، وفقاً للإفصاح. يأتي ذلك بينما بلغت أرباح الشركة الإماراتية قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك وإطفاء الدين 3.52 مليار درهم (0.956 مليار دولار) في عام 2022، بينما بلغ صافي الأرباح 2.75 مليار درهم (0.747 مليار دولار). لكن أسهم شركة «توتال إنرجيز مصر»، في الوقت الحالي، مقسمة مناصفة بين «أدنوك» للتوزيع و»توتال إنرجيز ماركتنغ أفريك»، يأتي ذلك بعد تخارج شركة «بي إنفستمنتس» القابضة التابعة لشركة «بي بي أي بارتنرز» وشركة منفصلة تابعة لشركة «بي بي أي بارتنرز» أيضاً من «توتال إنرجيز مصر» خلال الأسبوع الماضي، إذ باعت حصتها مجتمعة والبالغة نحو 15.38 في المئة لشركة «توتال إنرجيز ماركتنغ أفريك»، وستحصل شركة «بي إنفسنتمنتس» على نحو 2.2 مليون دولار إضافية في الصفقة بعد إتمام الاستحواذ، وهو بند تفاوضت عليه الشركة مع «توتال إنرجيز ماركتنغ أفريك» قبيل التخارج، و3.2 مليون دولار للشركة الأخرى التابعة لـ»بي بي أي بارتنرز».
