اقتصاد كويتي

«كامكو إنفست»: 79.86 دولاراً متوسط سعر برميل النفط الكويتي في مارس

قال تقرير صادر عن شركة كامكو إنفست، إن خطة خفض حصص الإنتاج المفاجئة التي أعلنت عنها أوپيك وحلفاؤها في بداية أبريل الجاري، ساهمت في تعزيز أسعار النفط التي كانت قد تراجعت الشهر الماضي إلى أدنى مستوياتها في 15 شهرا في أعقاب أزمة قطاع البنوك الأميركي وعلى خلفية مخاوف انتقال عدوى تلك الاضطرابات لمناطق أخرى وفئات الأصول المختلفة. وقد أدى دفع خفض حصص الإنتاج إلى دفع المشترين الآسيويين إلى اقتناص الشحنات خوفا من ارتفاع الأسعار في المدى القريب، وكشف تقرير صادر عن وكالة بلومبيرغ أن مصافي التكرير في اليابان والصين وتايلاند بدأت في اقتناص فرصة شراء شحنات النفط الفورية تحميل شهر يونيو 2023 بوتيرة سريعة.
وظلت المؤشرات الاقتصادية التي تؤثر على أسواق النفط متباينة، حيث يتوقع الآن أن يكون النمو العالمي أبطأ مما كان متوقعا في السابق، بينما قد تتوقف موجة رفع أسعار الفائدة في الوقت الحالي نتيجة لاعتدال معدلات التضخم.
وعلى صعيد الطلب، ظلت الصين هي النقطة المضيئة في سوق النفط، حيث أظهرت أحدث البيانات تحسن الطلب بوتيرة قوية على الرغم من وجود بعض التحفظات، إذ ارتفعت واردات الصين من النفط في مارس 2023 بنسبة 22.5% على أساس سنوي لتصل إلى نحو 12.3 مليون برميل يوميا، فيما يعد أعلى مستوى منذ يونيو 2020. إلا إن ذلك النمو يعزى إلى تزايد عمليات تشغيل المصافي التي تستهدف الاستفادة من ارتفاع الطلب على تصدير المنتجات المكررة والتي سجلت نموا خلال الشهر. ولا يزال الطلب المحلي في الصين ضعيفا حيث كشفت أحدث تقارير التضخم عن ارتفاع الأسعار بأبطأ وتيرة منذ سبتمبر 2021. وظل الطلب على البنزين قويا في الولايات المتحدة مع ارتفاع الاستهلاك إلى أعلى مستوياته المسجلة منذ ديسمبر 2021 في مارس 2023. ويعزى ذلك بصفة رئيسية إلى حالة الطقس الأكثر دفئا من المعتاد، الأمر الذي أدى إلى زيادة حركة التنقل. ووفقا لوكالة بلومبيرغ، أدى انخفاض أسعار البنزين بنسبة 12% على أساس سنوي إلى زيادة الاستهلاك.
الاتجاهات الشهرية النفط:- اتخذت أسعار النفط مسارا تصاعديا إلى حد كبير بعد أن وصلت إلى أدنى مستوياتها خلال الأسبوع الثالث من مارس 2023، وذلك بعد التقليل من المخاوف المتعلقة بأزمة المصارف الأخيرة في الولايات المتحدة. وظلت الأسعار فوق مستوى 80 دولارا للبرميل في أبريل 2023 بعد إعلان أوپيك وحلفائها عن تعميق خفض حصص الإنتاج حتى نهاية العام.
وحذرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الأخير من أن الأسعار قد تواصل ارتفاعها إذا تم تطبيق تلك التخفيضات، مما قد ينتج عنه شح امدادات أسواق النفط خلال النصف الثاني من العام 2023 وسط تصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي. وتراجع متوسط أسعار النفط على نطاق واسع للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر. إذ انخفض سعر سلة نفط الأوپيك إلى ما دون مستوى 80 دولارا للبرميل ووصل في المتوسط إلى 78.45 دولارا للبرميل في مارس 2023، بتراجع بلغت نسبته 4.2%. من جهة أخرى، تراجع سعر النفط الكويتي هامشيا بنسبة 4.0% ليصل في المتوسط إلى 79.86 دولارا للبرميل، بينما شهد سعر مزيج خام برنت تراجعا حادا بنسبة 5.1% ليصل إلى 78.3 دولارا للبرميل في المتوسط.
الطلب العالمي:- أبقت منظمة الأوپيك على تقديرات الطلب العالمي على النفط للعام 2022 دون تغيير بنمو قدره 2.5 مليون برميل يوميا ليصل معدل الطلب في المتوسط إلى 99.6 مليون برميل يوميا خلال العام، إلا انه كانت هناك مراجعات على مستوى كل دولة على حدة بما يعكس البيانات المتاحة. حيث قامت الأوپيك بخفض توقعات الطلب على النفط للدول التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال الربع الرابع من العام 2022، وهو الأمر الذي قابله رفع توقعات الطلب للدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وشمل ذلك ارتفاع تقديرات الطلب لأميركا اللاتينية والشرق الأوسط وروسيا. وبالنسبة للعام 2023، تم الإبقاء أيضا على توقعات نمو الطلب العالمي على النفط دون تغيير عند مستوى 2.3 مليون برميل يوميا ليصل في المتوسط إلى 101.89 مليون برميل يوميا، وذلك على الرغم من تعديل البيانات الأساسية على مستوى كل دولة على حدة. كما تم خفض البيانات الفصلية للدول التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بما يعكس بيانات الربع الأول من العام 2023 بالإضافة إلى الانخفاض المتوقع في النشاط الاقتصادي للدول التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أميركا وأوروبا. وقد قابل ذلك مراجعة تصاعدية لتوقعات الطلب من قبل الصين، إلى جانب كل من الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية وأوروبا الأخرى. وسلط تقرير الأوپيك الأضواء على تزايد الطلب بوتيرة أقوى من المتوقع على مستوى الدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال أول شهرين من العام، ما أدى إلى رفع التوقعات.
العرض من خارج الأوپيك:- تراجع الإنتاج العالمي من السوائل النفطية خلال مارس 2023 بعد ان شهد نموا خلال أول شهرين من العام. ووفقا للبيانات الأولية، انخفضت الامدادات النفطية العالمية بمقدار 0.2 مليون برميل يوميا لتصل في المتوسط إلى 101.9 مليون برميل يوميا. ويعزى هذا الانخفاض خلال الشهر إلى تقليص إنتاج كل من الدول الأعضاء وغير الأعضاء بالأوپيك. وانخفض إنتاج السوائل النفطية من خارج الأوپيك (بما في ذلك سوائل الغاز الطبيعي) بمقدار 0.1 مليون برميل يوميا في مارس 2023 ليصل في المتوسط إلى 73.2 مليون برميل يوميا على خلفية انخفاض إنتاج روسيا الذي عوضه تزايد إنتاج الدول الأوروبية الآسيوية الأخرى والدول الأميركية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. كما شهد إنتاج الأوپيك انخفاضا مماثلا، ما أدى إلى وصول حصتها السوقية إلى نسبة 28.8%.

وظلت تقديرات نمو إمدادات السوائل النفطية من خارج الأوبك للعام 2022 دون تغيير عند مستوى 1.9 مليون برميل يوميا ليصل المتوسط إلى 65.76 مليون برميل يوميا. كما تم الإبقاء على توقعات العام 2023 دون تغيير على نطاق واسع، بنمو يصل إلى 1.4 مليون برميل يوميا ليصل في المتوسط إلى 67.2 مليون برميل يوميا على الرغم من إجراء تعديلات هامشية وخفض توقعات الإمدادات من الدول الأوروبية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والدول الأوروبية والآسيوية الأخرى، وهو الأمر الذي قابله إلى حد كبير رفع توقعات نمو امدادات السوائل النفطية من أميركا اللاتينية والصين.

إنتاج الأوپيك

تراجع إنتاج الأوپيك من النفط مرة أخرى في مارس 2023 بعد أن شهد نموا هامشيا الشهر السابق. إذ بلغ متوسط الإنتاج 29.16 مليون برميل يوميا في مارس 2023 بعد انخفاضه بمقدار 0.8 مليون برميل يوميا، وفقا للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبيرغ، في ظل تباين الاتجاهات عبر مختلف المنتجين التابعين للمجموعة. كما كشفت مصادر الأوپيك الثانوية عن انخفاض مماثل للإنتاج خلال الشهر (-86 ألف برميل يوميا) ليبلغ متوسط الإنتاج 28.8 مليون برميل يوميا. ويعكس تراجع الإنتاج خلال الشهر بصفة رئيسية انخفاضا حادا لإنتاج أنجولا بسبب صيانة حقل نفط داليا بالإضافة إلى برنامج تصدير صغير نسبيا خلال الشهر. وساهم الانخفاض الهامشي في العراق وغينيا الاستوائية في تعميق تراجع إنتاج المجموعة خلال الشهر. وأظهرت بيانات الأوپيك زيادة إنتاج السعودية بمقدار 44 ألف برميل يوميا وتراجع إنتاج نيجيريا. ووفقا لوكالة رويترز، أدى التراجع الحالي إلى زيادة معدل امتثال الأوپيك وحلفائها بالتخفيضات التي تعهدت بها خلال مارس 2023 إلى 173% مقابل 169% في فبراير 2023.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى