لقد أصبحت صناعة الرياضة في الشرق الأوسط تتصدر عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم، بدءًا من الإثارة على حلبات سباق الفورمولا 1 في المملكة العربية السعودية والبحرين وقطر وأبوظبي إلى توقيع لاعب كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو على عقد احتراف مع نادي النصر السعودي.
إذ تُعد منطقة الشرق الأوسط من أسرع أسواق السياحة نموًا في العالم، وقد بدأت السياحة الرياضية تلعب دورًا مهمًا في نموها. حيث يهيمن سباق الفورمولا 1 وكرة القدم على عناوين الأخبار، لكن العديد من الرياضات الأخرى تكتسب شعبية أيضًا في المنطقة.
الأحداث الرياضية الكبرى في ازدياد في الشرق الأوسط:- على الرغم من الآثار التي خلفتها للجائحة، فإنه من المتوقع أن تنمو صناعة الرياضة في الشرق الأوسط بنسبة 8.7٪ بحلول عام 2026 – في تناقض صارخ مع الصناعة العالمية التي من المتوقع أن تتباطأ إلى 3.3٪ خلال نفس الفترة.
– يجذب رالي داكار الآلاف من أقوى سائقي الطرق الوعرة في العالم إلى صحاري المملكة العربية السعودية، بينما تستضيف الإمارات العربية المتحدة كأس العالم لسباقات دبي في مضمار «ميدان»- وهو مضمار لسباقات الخيول. – ولا شّك أن هذه الأحداث وغيرها من عوامل الجذب السياحي المهمة التي تعزز الاقتصادات المحلية والإقليمية على حد سواء.
– تولّد استضافة الأحداث الرياضية الضخمة فوائد اقتصادية للبلد المضيف – السياحة الرياضية هي بالفعل صناعة تبلغ قيمتها 600 مليار دولار في الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن تستمر في النمو.
– بالإضافة إلى المساهمة في تحسين قطاع السياحة في الاقتصادات المضيفة، فإن الأحداث الرياضية الكبرى لها تأثير أو «هالة» يؤدي إلى انتشار إيجابي في قطاعات متعددة.
– تشير الدراسات إلى أن تأثير الهالة في بعض دول الشرق الأوسط يعني زيادة تصل إلى 30٪ في صناعة السياحة والضيافة.
تأثير نجاح سباق الفورمولا 1 عبر المنطقة
– استضافت البحرين السباق الأول لموسم 2023 لكن علاقات المملكة مع الفورمولا 1 تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير – 20 عامًا على وجه الدقة.
– في عام 2004، أصبحت البحرين أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف سباق الفورمولا 1 سنويًا، فضلًا عن امتلاك صندوق «ممتلكات»، صندوق الثروة السيادي للمملكة البحرينية، حصة مسيطرة في فريق سباق الفورمولا.
– انتشرت الروابط مع الفورمولا 1 في جميع أنحاء الشرق الأوسط. تشجع المملكة العربية السعودية فرق الفورمولا 1 على نقل مقرها الرئيسي إلى الشرق الأوسط مع طموحات لتدريب بطل العالم القادم في الفورمولا 1.
– وفي الوقت نفسه، تتطلع شركة المجموعة 42 (G42) -وهي شركة عالمية رائدة في تسخير حلول وإمكانات الذكاء الاصطناعي تأسست في أبو ظبي- إلى تزويد فريق المرسيدس سباق الفورمولا 1 برؤى قائمة على البيانات من خلال شراكة جديدة.
– في البحرين، تمتد فوائد استضافة الفورمولا 1 إلى ما هو أبعد من السباق نفسه الذي يجذب استثمارات إضافية.
– قامت شركة بيل ريسينغ هيلمتس إنترناشيونال (Bell Racing Helmets)، الشركة الرائدة عالميًا في تصنيع خوذات السلامة، ببناء منشأة إنتاج تبلغ مساحتها 60 ألف متر مربع بجوار حلبة البحرين الدولية.
شعبية كرة القدم آخذة في الازدياد
– من المعروف أن كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في الشرق الأوسط. وقد ساهم توقيع نجم كرة القدم كريستيانو رونالدو للنصر في زيادة شعبية الدوري السعودي للمحترفين في البلاد. – بالإضافة إلى ذلك، فإن بطولة كَأْس العَالم فِيفا وكأس العرب لكرة القدم من البطولات الإقليمية المهمة التي تجتذب حشودًا كبيرة. – يُعد الشرق الأوسط أيضًا لاعبًا مهمًا في مشهد كرة القدم العالمي. تعتبر الرعاية وملكية النوادي والحصول على حقوق البث فضلًا عن استضافة الأحداث، طرقًا رئيسية لضخ الأموال والمواهب في اللعبة العالمية.
– على سبيل المثال، خصّص صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية 2.3 مليار دولار لكرة القدم في عام 2022 للعديد من الأندية مع التركيز على بناء اللعبة المحلية في دول أخرى.
صعود الرياضات الإلكترونية عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:- شهدت الألعاب ارتفاعًا في شعبيتها خلال الجائحة، ما أدى إلى صعود الرياضات الإلكترونية في الشرق الأوسط.
– من المتوقع أن ينمو سوق الرياضات الإلكترونية العالمية بنسبة 21٪ من 1.44 مليار دولار أمريكي في عام 2022 إلى 5.48 مليار دولار أمريكي في عام 2029، وهو أسرع نمو في الشرق الأوسط.
– من بين اقتصادات المنطقة، يُنظر إلى المملكة العربية السعودية على نطاق واسع على أنها عملاق الرياضات الإلكترونية مع خطط لاستثمار 38 مليار دولار في مركز للرياضات الإلكترونية بحلول عام 2030.
– تدين منطقة الشرق الأوسط بنجاحها في مجال الرياضة الإلكترونية جزئياً إلى فئة الشباب الذين يتمتعون بالذكاء التكنولوجي نسبياً – حيث تقل أعمار نصف سكان المنطقة عن 25 عامًا تقريبًا – وتعمل حكومات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل متزايد على دمج الرياضات الإلكترونية في أنشطتها.
خطط التنويع الاقتصادي الوطني للاستفادة من حب سكانها للألعاب:- التزمت المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، مؤخرًا بتقديم تمويل بقيمة 488 مليون دولار لصناعة الألعاب جنبًا إلى جنب مع إعلان شركة يونيتي تكنولوجيز Unity Technologies لإنشاء أول أكاديمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المملكة العربية السعودية.
– تمتلك البحرين أيضًا خططًا للرياضات الإلكترونية والألعاب بالإضافة إلى التزام مستمر بإنشاء نظام بيئي رقمي.
– إن إعطاء الأولوية للاتصال الرقمي المحسّن الذي يحتوي على كل ما تحتاجه شركات الألعاب للاستفادة من سوقها المتنامي قد سمح للبحرين باستضافة عمالقة ألعاب مثل فورتنايت Fortnite على خوادم AWS، حيث تضم البحرين منطقة البنية التحتية لـ AWS لخدمة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأوسع.
المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي (World Economic Forum)
