هناك اعتقاد سائد بين المتداولين بأن إستراتيجية توقيت السوق (Market timing) غير ناجحة، وأن كل الجهود التي يبذلها المستثمرون في سبيل تحقيق أرباح كبيرة عن طريق اختيار التوقيت الصحيح لأوامر البيع والشراء يمكن أن تذهب سُدًى.
ورغم أن هذا الاعتقاد له وجاهته إلا أنه يمكن الاستفادة من هذه الإستراتيجية على نطاق أصغر وبطريقة أسرع. إذا كنتُ مغامرًا وترغب في التجربة، فهناك بعض السيناريوهات التي يمكن أن تنجح والتي ثبت أنها تستحق المخاطرة.
ماذا يعني توقيت السوق؟
– توقيت السوق هو إستراتيجية يقوم فيها المستثمرون بشراء وبيع الأسهم بناءً على تغيرات الأسعار المتوقعة.
– وهكذا، إذا كان بإمكان المستثمرين التنبؤ بموعد صعود السوق وهبوطه، فيمكنهم إجراء صفقات لتحويل حركة السوق إلى ربح.
– على سبيل المثال، إذا توقع المستثمر ارتفاع السوق في الأخبار الاقتصادية الأسبوع المقبل، فقد يرغب في شراء أسهم في صناديق المؤشرات المتداولة أو الأسهم الفردية لجني الأرباح من تحركات السوق.
– رغم أن هذه الإستراتيجية قد تبدو فعّالة من الناحية النظرية، إلا أنه يكاد يكون من المستحيل عمليًا أن تنجح بشكل ثابت.
– ورغم أن هناك بعض المستثمرين الذين نجحوا بالفعل في إحراز النجاح من حين لآخر، إلا أن تحقيق أرباح كبيرة من هذه الإستراتيجية هو أمر بعيد المنال بالنسبة لمعظم الناس.
الاعتماد على المشاعر في اتخاذ القرار
– كشفت الأبحاث التي أجرتها شركة “دالبار” (Dalbar) أن متوسط أرباح المستثمر في صندوق الاستثمار المشترك بلغت نسبة 26.14% في عام 2019، بينما حقق مؤشر “ستاندارد آند بورز 500” نسبة 31.49%.
– بناءً على صافي المشتريات أو المبيعات في كل شهر من ذلك العام، لم تتجاوز نسبة تخمينات المستثمر في صندوق الاستثمار للتوقيت الصحيح للسوق نسبة 3:12.1 مرة. وهي نسبة ضئيلة للغاية.
– عادة ما يكون أداء المستثمر ضعيفًا مقارنة بالسوق بسبب تدخل المشاعر والانفعالات في اتخاذ القرار، مثل الإقبال على شراء سهم عندما يكون سعره مرتفعًا أو المبالغة في رد الفعل بناءً على تقرير إخباري واحد.
– يعتبر “الشراء بسعر مرتفع والبيع بسعر منخفض” نصيحة سيئة، ولكن هذا ما يفعله المستثمرون سريعو التأثر.
الاستفادة من الانخفاضات في الأسواق الصغيرة
– قد يكون توقع توقيت الانهيار الكبير التالي في السوق أكثر صعوبة، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكنك تحقيق ربح عندما ينخفض السوق بشكل طفيف.
– في عام 2016، صوتت المملكة المتحدة على قرار مغادرة الاتحاد الأوروبي، فيما عرف باتفاقية “البريكست”. في صباح اليوم التالي، في 24 يونيو، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 انخفاضًا حادًا.
– ومع ذلك، بحلول نهاية يوليو، شهدت الأسواق انتعاشًا أكثر من مرة. كانت نتيجة التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لحظة مثالية للانقضاض وشراء الأسهم في صناديق المؤشرات المتداولة واسع النطاق، والبيع بعد ذلك بوقت قصير لتحقيق ربح سريع.
– يمكن أن تؤدي الأحداث السياسية الكبرى والإحصاءات الاقتصادية إلى المبالغة في رد فعل السوق. مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قد تقدم للمستثمرين الأذكياء فرصة على طبق من ذهب للفوز بسلسلة من الصفقات المربحة.
الانقضاض على شراء الأسهم بسرعة كبيرة جداً
– في صيف عام 2017، أعلنت أمازون عن صفقة لشراء سلسلة هول فودز ماركت (Whole Foods Market) مقابل 13.7 مليار دولار، مما أدى إلى انخفاض أسهم تجار التجزئة الآخرين.
– شعر العديد من المستثمرين بالقلق من أن تحصل أمازون على حصة سوقية كبيرة من شركات مثل كروجر (Kroger) وكوستكو (Costco).
– نتيجة لذلك، انقض المستثمرون على أسهم بائعي التجزئة. في 16 يونيو 2017، أغلق سهم كوستكو عند 167.11 دولار، بانخفاض عن 180.06 دولار في اليوم السابق. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل استمر نزيف الخسارة حتى 8 نوفمبر من ذلك العام.
مخاطر ومكافآت توقيت السوق
– كما ترى، هناك مخاطر حقيقية ومكافآت ملموسة في محاولة اتباع إستراتيجية توقيت السوق.
– في بعض الحالات، كما هو الحال مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن الاعتقاد السليم بشأن أسعار السوق المستقبلية سيعمل لصالحك.
– في مواقف أخرى، كما حدث مع كوستكو بعد أخبار أمازون، تكبد المستثمرون الذين يتطلعون إلى الربح من المبالغة في رد الفعل خسائر كبيرة استمرت لعدة أشهر.
– إذا كانت لديك موهبة التنبؤ بالارتفاع والهبوط في أسعار الأسهم ويمكنك تنحية المشاعر والانفعالات في قرارات التداول، فقد تحرز نجاحًا من خلال توقيت السوق.
– ومع ذلك، ستجد أنه من الأسهل تحقيق مكاسب لمحفظتك الاستثمارية عن طريق شراء الأسهم والاحتفاظ بها على مدى فترات زمنية أطول.
