اقتصاد دولي

الذهب في مصر… عامان من المكاسب القياسية وسقوط مفاجئ

,,
كشف تقرير حديث عن أن أسعار الذهب في مصر، ارتفعت بنسبة كبيرة منذ مارس (آذار) 2022، في حين ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية بنسبة 7.3 في المئة فقط، وذلك عقب تطبيق «الفيدرالي الأميركي» سياسة التشديد النقدي، لكبح جماح التضخم المرتفع، عبر رفع أسعار الفائدة بنحو 11 مرة خلال عامين، لتصل إلى أعلى مستوى لها بين 5.25 و5.50 في المئة في الوقت الحالي.

ومنذ الربع الأول من عام 2022، دخلت مصر في موجة من الأزمات التي تزامنت مع إعلان خروج استثمارات ساخنة بقيمة تتجاوز 20 مليار دولار، مما تسبب في أزمة شح الدولار التي دفعت الحكومة المصرية إلى اتخاذ عديد من الإجراءات، وعلى خلفية شح الدولار، شهدت البلاد موجة من ارتفاعات أسعار جميع السلع والخدمات، وتصدر الذهب هذه الارتفاعات.
وقال المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، سعيد إمبابي، إن أسعار الذهب ارتفعت بنحو 2088 جنيهاً (67.6 دولار) منذ مارس 2022، إذ افتتح سعر غرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 837 جنيهاً (27 دولاراً) في الأول من مارس، ولامس مستوى أربعة آلاف جنيه (129.6 دولار) في يناير (كانون الثاني) 2024، كأعلى مستوى محلي له، مسجلاً ارتفاعاً بأكثر من 377 في المئة. واختتمت التعاملات مع نهاية فبراير (شباط) 2024 عند مستوى 2925 جنيهاً (94.8 دولار)، في حين ارتفع سعر الأوقية عالمياً بنحو 140 دولاراً، إذ افتتحت الأوقية التعاملات عند مستوى 1905 دولارات في الأول من مارس 2022، ولامست أعلى مستوى لها على الإطلاق في ديسمبر (كانون الأول) 2023، مسجلة 2152 دولاراً، واختتمت التعاملات في نهاية فبراير 2024 عند مستوى 2045 دولاراً.
كيف تأثرت الأسعار بدورة التشديد النقدي؟:- وأوضح، أن قرار «الفيدرالي» ببدء دورة التشديد النقدي، ورفع أسعار الفائدة، أثر في الأسواق الناشئة ومن بينها مصر، وأدى إلى خروج الأموال الساخنة، ودفع الحكومة المصرية لرفع أسعار الفائدة بنسبة 13 في المئة لتصل إلى 21.25، و22.25 و21.75 في المئة، على الترتيب، في إطار السيطرة على التضخم المرتفع وامتصاص جزء من السيولة النقدية المتاحة في السوق، التي تسببت في موجة ارتفاعات قياسية في أسعار جميع السلع. وأضاف «قرر البنك المركزي المصري تحرير سعر الصرف أو ما يطلق عليه بتعويم الجنيه مقابل الدولار الأميركي، مرتين خلال 2022، الأولى في مارس والثانية في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2022، لتنخفض قيمة الجنيه بنسبة 57 في المئة في البنوك الرسمية، قبل أن يقوم بتعويم آخر في يناير 2023».
ومن المتوقع أن يقوم البنك المركزي المصري بتعويم جديد للجنيه، في إطار تضييق الفجوة بين أسعار صرف الدولار في البنوك، التي تشهد استقراراً عند مستوى 30.85 جنيه منذ بداية العام الماضي، والسعر في السوق السوداء الذي قفز خلال الفترة الماضية إلى أكثر من 70 جنيهاً قبل أن ينخفض في التعاملات الأخيرة إلى مستوى يتراوح بين 45 و50 جنيهاً.
ولفت التقرير، إلى أن سعر صرف الدولار شهد حالة من عدم الاستقرار على مدار عامين، واتسعت الفجوة بين السعر الرسمي ونظيره في السوق الموازية، بنحو 100 في المئة، في حين شهدت أسواق الذهب حالة من الارتباك، وتلاعب بعض تجار الذهب الخام في الأسعار مما دفع منصة «آي صاغة» لتعليق التسعير أكثر من مرة، لعدم المشاركة في تدمير مدخرات المواطنين.
وتوقع التقرير أن تشهد أسعار الصرف وأسواق الذهب حالة من الاستقرار والتراجع خلال الفترة المقبلة، مع خطة الدولة تعزيز النقدي الأجنبي، من خلال الصفقات الاستثمارية، ومن بينها صفقة «رأس الحكمة»، وكذلك محاولة الدولة للتخارج من النشاط الاقتصادي سواء بشكل كلي أو جزئي، لتعزيز دور القطاع الخاص والاستثمارات الأجنبية.
الذهب يواصل تراجعه في التعاملات الأخيرة:- وأشار إمبابي، إلى أن أسعار الذهب تراجعت بقيمة 1075 جنيهاً (34.8 دولار) خلال تعاملات فبراير الماضي، إذ افتتح سعر غرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى أربعة آلاف جنيه (129.6 دولار)، ولامس مستوى 2880 جنيهاً (93.3 دولار)، واختتم التعاملات عند مستوى 2925 جنيهاً (94.8 دولار)، في حين تراجعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية بقيمة 11 دولاراً، إذ افتتحت الأوقية التعاملات عند مستوى 2056 دولاراً، ولامست مستوى 2066 دولاراً، ومستوى 2017 دولاراً، واختتمت التعاملات عند مستوى 2045 دولاراً.
وفي سياق متصل، تراجعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية، بقيمة 65 جنيهاً (2.1 دولار) خلال التعاملات الأخيرة، ليسجل سعر غرام الذهب عيار 21 مستوى 2850 جنيهاً (92.3 دولار)، تزامناً مع العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية، بعد أن استقرت الأوقية عند مستوى 2082 دولاراً، محققة ارتفاعاً أسبوعياً بنسبة 2.3 في المئة، وبقيمة 47 دولاراً.
وافتتحت الأوقية تعاملات الأسبوع عند 2035 دولاراً، واختتمت التعاملات عند مستوى 2082 دولاراً، بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية تباطؤ معدلات التضخم الأميركية، مما يعزز من فرصة الخفض المبكر لأسعار الفائدة، وينهي دورة التشديد النقدي التي ينتهجها «الفيدرالي» منذ مارس 2022.
التقرير أشار إلى أن غرام الذهب عيار 24 سجل نحو 3257 جنيهاً (10.5 دولار)، فيما سجل غرام الذهب عيار 18 مستوى 2443 جنيهاً (79 دولاراً)، بينما سجل غرام الذهب عيار 14 مستوى 1900 جنيه (61.5 دولار)، وأخيراً استقر سعر الجنيه الذهب عند نحو 22800 جنيه (739 دولاراً). وكانت أسعار الذهب بالأسواق المحلية تراجعت بنحو 10 جنيهات في تعاملات، الجمعة الماضي، إذ افتتح سعر غرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 2925 جنيهاً (94.8 دولار)، واختتمت التعاملات عند مستوى 2915 جنيهاً (94.4 دولار)، في حين ارتفعت الأوقية بقيمة 37 دولاراً، إذ افتتحت الأوقية التعاملات عند مستوى 2045 دولاراً، واختتمت التعاملات عند مستوى 2082 دولاراً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى