اقتصاد دولي

تعليقات ترامب على أداء الأسهم في عهد بايدن.. كم مرة تغيرت نبرته؟

لم يخجل دونالد ترامب من مناقشة أداء سوق الأسهم منذ أن ترك منصبه كرئيس للولايات المتحدة في عام 2021، مع تغير خطابه بشكل كبير اعتمادًا على صعود وهبوط الأسهم في وول ستريت.

واستمر في اعتبار نفسه السبب وراء الرالي الذي حصل في 2021 رغم انتهاء ولايته. كما قارن الانكماش الاقتصادي في عام 2022 بالكساد الكبير؛ وها هو الآن قد عاد إلى الحصول على الفضل وسط توقعاته انهيار السوق أيضًا.

هناك في المجمل 5 مراحل متميزة على الأقل لكيفية حديث ترامب عن أداء وول ستريت خلال 37 شهرًا منذ أن خلفه بايدن، وفقًا لتحليل – اطلعت عليه “العربية Business” – لموقع “ياهوو فاينانس” لتعليقات ترامب.

ما يظهره التحليل هو قيام ترامب بتغيير نبرته بشأن أداء السوق عدة مرات بحسب ارتفاع وانخفاض الأسهم في وول ستريت. لكن تركيزه المستمر على هذه القضية يشير إلى الموسم الانتخابي المقبل المرتقب حيث قد تتم مناقشة تقلبات السوق كثيرًا، خاصة بعد أن تفاخر الرئيس جو بايدن مؤخرًا بتسجيل السوق أعلى مستويات بعد سنوات من تجنب الموضوع.

وقال ترامب في عام 2020، وهو يشير إلى بايدن خلال مناظرة: “إذا تم انتخابه، فسوف تنهار سوق الأسهم”.

فيما يلي بعض من تصريحات ترامب المتباينة في السنوات التي تلت ذلك.

المرحلة الأولى: الفخر بارتفاعات الأسهم

أغلق مؤشر “S&P 500” عند 3798.91 نقطة في 19 يناير 2021، قبل أن يؤدي بايدن اليمين الدستوري. واستمر السوق خلال معظم بقية العام في الاتجاه الصعودي، مع انتهاء المؤشر عام 2021 عند 4766.18، بزيادة تزيد عن 25%. ومع عدم نجاح توقعات ترامب بحدوث انهيار، اختار الرئيس السابق بدلاً من ذلك الاستمرار في الحصول على الفضل.

استمر ترامب بعد انتهاء ولايته – تحديدا خلال خطاب ألقاه في فبراير 2021 – بالتحدث عن وول ستريت باستخدام ضمائر المنفصلة للمتكلم مثل: “سوق الأوراق المالية لدينا/عندنا”.

غالبًا ما ادعى ترامب أيضًا – في موضوع ردده مرات لا تحصى حتى اليوم – أنه لا يحصل على ما يكفي من الفضل في انتعاش أسعار الأسهم في أواخر عام 2020 بعد الانخفاض في المراحل الأولى من جائحة كوفيد-19.

وقال في الشهر الماضي خلال لقاء على قناة “فوكس نيوز”: “لقد فعلنا شيئاً مذهلاً وكانت سوق الأسهم مرتفعة في النهاية”.

المرحلة 2: إلقاء اللوم على بايدن

شهد السوق تقلبات عديدة خلال عامي 2022 و2023 وسط ارتفاع التضخم وتشديد الفيدرالي السياسة النقدية. ورغم ذلك، أغلق مؤشر “S&P 500” عند مستوى قياسي بلغ 4796.56 في 3 يناير 2022. خلال هذه الفترة ركز ترامب على إلقاء اللوم على بايدن.

وقال أمام حشد من سكان ولاية أوهايو في نوفمبر/تشرين الثاني 2022: “نحن أمة فاشلة”، مشيراً إلى انخفاض سوق الأسهم كدليل رئيسي.

وأضاف أمام حشد من ولاية أيوا في مارس 2023: “هل لدى أي شخص حساب تقاعدي؟ ارفع يدك إذا كنت سعيدًا به”. “سأقول لك هذا، لقد كانوا سعداء عندما كنت أدير هذا البلد”.

كما قام بمقارنة عام 2022، الذي شهد انخفاض السوق بنسبة 18%، بالانهيار الذي بدأ في عام 1929 والذي كلف الأسهم 90% من قيمتها بين عامي 1929 و1932.

المرحلة 3: تقليل من أهمية الأسهم كمؤشر مهم

والخبر السار للمستثمرين (وبايدن) – بحسب “ياهوو فاينانس” – هو أن السوق سرعان ما تعافى وحقق مكاسب طوال عام 2023. وبدأ في تحطيم الأرقام القياسية على الإطلاق بحلول نهاية العام.

وأدى ذلك إلى مرحلة قصيرة – وغير شبيهة بترامب – حيث حاول الرئيس السابق التقليل من أهمية سوق الأسهم كمؤشر مهم.

“إن سوق الأوراق المالية يجعل الأغنياء أكثر ثراءً”، هكذا قال باستهجان أمام حشد من الناس في دورهام بولاية نيو هامبشاير، في ديسمبر/كانون الأول 2023، بعد وقت قصير من وصول مؤشر داو جونز الصناعي إلى مستوى قياسي جديد وتجاوز 37 ألف نقطة للمرة الأولى.

وأدلى بتعليقات مماثلة في اليوم التالي واتهم بايدن بالإشراف على اقتصاد “ينهار ويتحول إلى بالوعة”.

المرحلة 4: تغيير نبرته مرة أخرى

لكن ترامب غير مساره مرة أخرى في وقت مبكر من هذا العام عندما بدأ في الفوز في الانتخابات التمهيدية. لقد استفاد من أعلى مستويات السوق في يناير والتي تزامنت مع انتصاراته في ولايتي أيوا ونيو هامبشاير. وادعى، دون دليل، أن الارتفاعات كانت بسبب انتصاراته وتزايد فرص إدارة ترامب الثانية.

وقال ترامب أمام حشد من نيو هامبشاير في اليوم التالي لفوزه في الانتخابات الحزبية في ولاية أيوا: “بمجرد أن يصبح واضحًا في ليلة الانتخابات أننا هزمنا المحتال جو بايدن، سترون أن الحساب التقاعدي الخاص بكم يرتفع وقد ترون ذلك بالفعل”. وزعم أن الأسعار ترتفع “في كل مرة يكون لدينا استطلاع جيد أو في كل مرة نقضي فيها ليلة مثلما فعلنا الليلة الماضية”.

لكن الأسهم انخفضت فعليا في 16 يناير/كانون الثاني، أي اليوم التالي لفوز ترامب في ولاية أيوا. ركزت جلسة التداول في ذلك اليوم على قضايا أخرى مثل الأخبار السيئة لشركة “بوينغ”، والتي أدت إلى انخفاض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 230 نقطة. كما شهد مؤشرا “ستاندرد آند بورز 500″ و”ناسداك” انخفاضات في ذلك اليوم.

من ناحية أخرى، ارتفعت الأسهم المرتبطة بترامب مثل شركة “Digital World Acquisition” في ذلك اليوم.

المرحلة 5: تغيير نبرته مرة أخرى أيضا

والآن بعد أن استقر ترامب في دور المرشح المحتمل للحزب الجمهوري، تحول خطابه مرة أخرى. لقد عاد إلى زعمه بأن انتخاب بايدن سيؤدي إلى انهيار اقتصادي.

وقال أمام حشد من الناس في نيو هامبشاير في يناير/كانون الثاني: “نحن أمة يعتمد نجاحها المستمر في سوق الأوراق المالية على فوز كبير في الانتخابات المقبلة”.

وقد تم التأكيد على الطبيعة الشاملة لتعليقات ترامب بعد بضعة أسابيع في ولاية كارولينا الجنوبية عندما عاد مرة أخرى إلى تعليقه المفضل القديم: “الكساد الأعظم”. وقال: “إذا لم نفز في الانتخابات المقبلة، فسوف تنهار سوق الأسهم تمامًا كما حدث في عام 1929”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى