منوعات اقتصادية

لماذا تجتاح المساكن العشوائية العالم؟ وما الحل؟

– يعيش ما يقرب من 1.1 مليار شخص في الأحياء الفقيرة والمساكن العشوائية الأخرى في جميع أنحاء العالم.

–  يوضح تقرير أُعد حديثًا تأثير تحسين المساكن العشوائية، بحيث سيمّكن ذلك ملايين الأطفال من الالتحاق بالمدارس وزيادة الناتج المحلي الإجمالي لبعض البلدان بنسبة تزيد عن 10%.

– تشمل الحلول ضمان حيازة الأراضي وزيادة حجم القروض الصغيرة ودعم الشركات الناشئة التي توفر وحدات سكنية منخفضة التكلفة.

– ازداد عدد السكان الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة أو غيرها من المساكن العشوائية. هي ليست مشكلة عالمية فقط- بل أيضًا فرصة على نطاق عالمي.

– ارتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة أو غيرها من المساكن الشعبية بمقدار 165 مليون شخص في السنوات العشرين الماضية، ليصل المجموع إلى ما يقرب من 1.1 مليار شخص.

– ولأن الأسر غير قادرة على الحصول على سكن بتكلفة ميسورة، فهي لا تجد بديلًا عن العيش في منازل غير مطابقة للمواصفات، حيث لا تتوفر خدمات الصرف الصحي والكهرباء ومياه الشرب الصالحة للشرب.

–  يفتقر سكان المساكن العشوائية غالبًا إلى ضمان الحيازة أو الحقوق في الأراضي، ويعيشون دائمًا مهددين بالإخلاء.

فرصة تلوح في الأفق لحل أزمة الإسكان

– على سبيل المثال فإن مدينة فريتاون – سيراليون، واحدة من أكثر المدن ازدحامًا في العالم.

– يعيش ما يقرب من 60% من السكان الذين يزيد عددهم عن 1.2 مليون نسمة في مجموعة من المساكن العشوائية المقامة على أراضٍ غير مستقرة مُعرضة للفيضانات والحرائق والانهيارات الأرضية.

– أدى هذا الحجم من المساكن غير المخططة إلى وقوع  مأساة في عام 2017، عندما أُزهقت أرواح أكثر من 1000 شخص بسبب انهيار أرضٍ مدمر.

–  تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 40% من مشاريع الإسكان في فريتاون بُنيت في مناطق متوسطة أو عالية المخاطر، وذلك نتيجة نقص التخطيط الحضري وغياب الرقابة الحكومية وعدم توفير مساكن بتكلفة ميسورة.

– جاء في تقرير تاريخي صادر عن المعهد الدولي للبيئة والتنمية (IIED) أنه إذا نُظر للإسكان على أنه فرصة وليس عبئًا، يساهم ذلك مساهمة واقعية في تعزيز صحة المجتمع والتعليم والنتائج الاقتصادية.

– غير أنه إذا أُجري تحسينات على المساكن العشوائية على مستوى العالم، يساهم ذلك في رفع العمر الافتراضي بمعدل 2.4 سنة.

– يمكن أيضًا إنقاذ أكثر من 730 ألف شخص كل عام حول أنحاء العالم.

– كما يتمكن ما يصل إلى 41.6 مليون طفل إضافي من الالتحاق بالمدارس في جميع أنحاء العالم.

– يمكن أن يتأثر الاقتصاد تأثرًا جذريًا بالتحرك العالمي لتحسين المساكن العشوائية.

– ذلك إلى جانب زيادة الناتج المحلي الإجمالي لبعض الدول بما يعادل 10.5%.

– تندرج سيراليون في هذه الفئة: حيث يقفز الناتج المحلي الإجمالي من حوالي 4 مليارات دولار أمريكي إلى ما يقرب من 4.5 مليار دولار أمريكي.

– كما تتجاوز في كثير من الأحيان مكتسبات التنمية الاقتصادية والبشرية من تحسين الإسكان التكاليف.

– قدر البنك الدولي في دراسة أجراها عام 2019 أن ضمان حصول السكان على المياه والصرف الصحي وأساسيات البنية التحتية الأخرى سيتطلب أن تنفق البلدان ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة ما بين 2% و8% من ناتجها المحلي الإجمالي.

3 خطوات نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالإسكان

– تؤكد هذه الرؤى على أهمية الهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة، المتعلق بالمدن ومساكن الأفراد، الذي يحدد سبل توفير السكن اللائق للجميع بحلول عام 2030.

 1- إعطاء الأولوية لضمان حيازة الأراضي

– ضمان تأمين حقوق سكان المساكن العشوائية في الأرض التي يسكنونها.

– وقد حدث هذا بالفعل على نطاق واسع في بلدان مثل هندوراس، حيث اجتمعت منظمات المجتمع المدني والإدارات البلدية لتشكيل لجان متنوعة.

– قدمت تلك المنظمات بدورها توصيات عن سياسيات الإسكان والأراضي، والتفاوض على الموافقة على التوصيات ثم رصد تنفيذها.

– من خلال المساندة والدعم الفني الذي قدموه، تمكن أكثر من مليون شخص من الوصول إلى حقوقهم في الأرض.

– يُمثل ضمان الحيازة في المساكن العشوائية تحديًا حقيقيًا في مدينة فريتاون، حيث يخضع تخطيط استخدام الأراضي المحلية لسلطة الحكومة الوطنية وسيطرتها.

– يتحتم على السلطات الوطنية تمكين مسؤولي البلديات من تنظيم ملكية الأراضي ومعايير الإسكان.

– هذا النهج التعاوني من شأنه أن يضمن تأمين الملكية والحصول على الخدمات الأساسية في المساكن العشوائية، من بينها المياه الصالحة للشرب وأنظمة الصرف الصحي.

– يهدف هذا العمل إلى تحسين خدمات البنية التحتية في تلك المساكن العشوائية، ومعالجة مسألة حيازة الأراضي للسكان الحاليين وتوفير مساكن تستوعب كثافات عالية من السكان في مناطق أقل عرضة للفيضانات.

 2- توسيع التمويل للإسكان

– يصعب على سكان المساكن العشوائية في مدينة فريتاون وعدد لا يحصى من المدن الأخرى الوصول إلى السبل التقليدية لتمويل الإسكان.

– تُمثل القروض الصغيرة أملًا لهؤلاء؛ وذلك من خلال توفير الوسائل اللازمة للأفراد للحصول على رأس المال لتحسين المساكن وتجديدها.

– وتحمل أيضًا خصائص مماثلة للقروض العقارية التقليدية، ولكن بقيمة أصغر مما يساعد الأسر ذات الدخول المنخفضة الحصول عليها.

– لكن القروض الصغيرة لا تكفي في بلدان مثل سيراليون، حيث يُقدر حجم الإنفاق المطلوب بـ  6 إلى 7.5 مليار دولار أمريكي لتوفير مآوي ملائمة لأكثر من 800000 أسرة بلا مأوى.

– غير أن أسعار الفائدة على القروض العقارية من البنوك التجارية والمملوكة للدولة مرتفعة، مما يحد من فرص التمويل للحصول على سكن ميسور التكلفة.

– لتمويل الإسكان يسير التكلفة، يحتاج مجلس المدينة والجهات الأخرى إلى العمل مع المطورين من القطاع الخاص في وضع حلول أكثر استدامة اقتصاديًا مثل الملكية الجزئية أو خطط الإيجار للشراء، مما يمنح المستأجرين شروط دفع أكثر بأسعار معقولة لفترات تصل إلى 10-15 سنة.

3- تعزيز إقامة مساكن مقاومة لتغير المناخ

– المساكن العشوائية أكثر عرضة لآثار تغير المناخ.

– يمكن للقطاعين العام والخاص العمل معًا لدعم والاستثمار في الشركات المجتمعية الناشئة المتخصصة في إنشاء المنازل منخفضة التكلفة والمقاومة لتغير المناخ ومواد البناء محلية المصدر.

– على سبيل المثال، قامت منظمة غير حكومية مقرها في سيراليون، على مدى السنوات الخمس الماضية بتطوير مساكن ميسورة التكلفة باستخدام تقنيات للبناء منخفضة التكلفة، وتوفير مرافق لتلبية الاحتياجات الأساسية للمجتمعات المحلية واتبعت نهجًا متكاملًا لتطوير الإسكان في المجتمعات ذات الدخل المنخفض.

الختام

– يجب أن نعمل الآن لوضع أساس أقوى لأجل أكثر من 10 مليارات شخص من المتوقع أن يسكنوا مدننا بحلول عام 2050.

– يبدأ تحقيق هذا الهدف بإجراء تحسين عاجل للمساكن العشوائية سريعة الانتشار في جميع أنحاء العالم.

– هذا الاستثمار الذي طال انتظاره سيُحقق فائدة أضعاف قيمته من خلال بناء مجتمعات أكثر مرونة وازدهارًا وعدالة للأجيال القادمة.

المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى