اقتصاد دولي

الذهب يتجه نحو تراجع حاد خلال 20 شهراً مع مخاوف رفع الفائدة

استهلت الأسهم الأوروبية تعاملات اليوم الثلاثاء على انخفاض، وسط هبوط حاد لسهم “ترافيس بيركنز” البريطانية لمواد البناء بعد أرباح سنوية مخيبة للآمال، فضلاً عن بيانات من فرنسا وإسبانيا أكدت أن كبح التضخم أصعب مما كان متوقعاً.

وهبط مؤشر “ستوكس 600 الأوروبي” 0.4 في المئة، وأظهرت بيانات أولية أن التضخم ارتفع على أساس سنوي في فرنسا إلى 7.2 في المئة خلال فبراير (شباط) الجاري في مقابل سبعة في المئة خلال يناير (كانون) الثاني الماضي، لأسباب من بينها زيادة أسعار المواد الغذائية.

التضخم في إسبانيا إلى 6.1 في المئة

في غضون ذلك أظهرت بيانات في إسبانيا أن أسعار المستهلكين ارتفعت بنحو 6.1 في المئة على أساس سنوي خلال فبراير الجاري في مقابل 5.9 في المئة خلال يناير الماضي، كما هوى سهم “ترافيس بيركنز” 7.6 في المئة بعدما انخفضت الأرباح السنوية لأكبر مورد لمواد البناء في بريطانيا 16 في المئة، في ظل انخفاض عوائد العقارات وكلف إعادة الهيكلة.

وكانت الأسواق الأوروبية أغلقت على ارتفاع حاد أمس الإثنين، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة في شأن مواصلة رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو لكبح التضخم الذي لم تفلح التدابير في كبحه بعد.

ويعتزم “المركزي الأوروبي” رفع سعر الفائدة الرئيس 50 نقطة أساس في مارس (آذار) إلى ثلاثة في المئة، لكن بعض صانعي السياسة دعوا إلى اتخاذ خطوات أكثر حذراً بعد ذلك، نظراً لأن تداعيات قرارات رفع أسعار الفائدة السابقة بدأت تظهر الآن مع ارتفاع التضخم في فرنسا وإسبانيا.

تضخم مرتقب في منطقة اليورو

من جانبه قال المتخصص الاقتصادي في “جيه بي مورغان” غريغ فوزيسي، إن “كلا التقريرين كانا أقوى مما توقعنا مما يشير إلى استمرار التضخم ومن ثم، فإننا نتوقع بعض أخطار زيادة معدلات التضخم في بيانات منطقة اليورو الخميس المقبل”.

أسهم التكنولوجيا تقود في اليابان

وفي آسيا تخلى مؤشر “نيكاي” الياباني عن معظم مكاسبه الباكرة ليغلق على ارتفاع طفيف اليوم، إذ أقبل المستثمرون على بيع الأسهم ذات الأداء القوي لمتصيدي الصفقات وسط غياب محفزات واضحة.

واختتم “نيكاي” تعاملات اليوم على ارتفاع 0.08 في المئة عند 27445.56 نقطة بعد ارتفاعه 0.6 في المئة، كما صعد مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً 0.03 في المئة إلى 1993.28 نقطة.

إلى ذلك سجلت الأسهم الأميركية مكاسب طفيفة الليلة الماضية بعد خسائر الأسبوع الماضي التي كانت الأكبر بالنسبة المئوية للمؤشرات الرئيسة في “وول ستريت” منذ بداية العام، وسط استمرار المخاوف في شأن الرفع التالي لأسعار الفائدة لكبح التضخم.

وقادت أسهم التكنولوجيا المؤشر “نيكاي” للارتفاع بعدما زاد سهم مجموعة “سوفت بنك” 0.88 في المئة وسهم “أدفانست” لمعدات تصنيع الرقائق 0.46 في المئة.

الدولار يواصل الارتفاع

وعلى صعيد أسواق العملات استمر الدولار في الارتفاع بعد الانخفاض في مقابل الجنيه الإسترليني واليورو أمس ليعود إلى مسار تسجيل أول مكاسب شهرية له منذ سبتمبر (أيلول).

واكتسب ارتفاع الدولار قوة دافعة خلال الأسابيع القليلة الماضية، إذ أدت البيانات الاقتصادية المتفائلة إلى زيادة التوقعات بأن مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيضطر إلى رفع أسعار الفائدة أكثر مما كان متوقعاً في البداية.

واستقر مؤشر الدولار الذي يقيس قيمة العملة الأميركية في مقابل سلة من العملات الأخرى عند 104.64 نقطة، لكنه اتجه لتحقيق مكاسب خلال فبراير بنسبة 2.6 في المئة، وهي أول زيادة شهرية له منذ سبتمبر.

وواصل الجنيه الإسترليني مكاسبه من الجلسة السابقة في مقابل الدولار ليرتفع 0.2 في المئة إلى 1.2082 نقطة، وارتفع الجنيه الإسترليني واحداً في المئة أمس بعدما أعلنت بريطانيا والاتحاد الأوروبي أنهما أبرما اتفاقاً جديداً في شأن ترتيبات التجارة مع إيرلندا الشمالية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واستقر اليورو عند 1.0611 في مقابل الدولار بعد أن ارتفع 0.6 في المئة خلال الجلسة السابقة متأثراً بتلك الأخبار.

الذهب يحقق أكبر خسارة شهرية منذ يونيو 2022

وعلى صعيد المعادن النفيسة انخفضت أسعار الذهب متجهة صوب أكبر خسارة شهرية لها منذ يونيو (حزيران) 2021 مع تراجع جاذبية المعدن الذي لا يدر عائداً في ظل توقعات بأن يرفع مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة قريباً.

وتراجع الذهب في التعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 1811.74 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل أدنى مستوى له في شهرين أمس الإثنين، وانخفضت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.4 في المئة إلى 1817.30 دولار للأوقية.

وينظر إلى الذهب على أنه وسيلة للتحوط من التضخم، لكن رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم يزيد من كلفة الفرصة البديلة لحيازته، وخلال شهر فبراير الحالي فقط المعدن الأصفر نحو ستة في المئة من قيمته مسجلاً تراجعاً حاداً عما كان عليه في وقت سابق من هذا الشهر عندما سجل أعلى مستوياته منذ أبريل (نيسان) 2022.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى