مقالات اقتصادية

هل ستكون فقاعة الأسهم المقبلة “كارثية” في السوق الأميركي

كتب أسامة صالح

توقع أحد كبار المستثمرين المخضرمين في السوق الأميركية أن يكون انفجار فقاعة الأسهم القادم أكبر بكثير من انهيارات سابقة، وأن ينتهي الارتفاع المستمر منذ فترة في المؤشرات إلى فقاعة قابلة للانفجار مما يؤدي إلى انهيار السوق بشكل كارثي “يدمي القلوب”.

وحذر رئيس صندوق “هوسمان إنفستمنت تراست”، جون هوسمان، في مذكرة لعملائه من أن التقييم المبالغ فيه للأصول و”عوامل داخلية في السوق” سيقودان إلى “موجة مضاربات هائلة” تنتهي بانهيار الأسواق.

يذكر أن هوسمان سبق وتنبأ بانهيار البورصات عام 2000 وانهيار السوق في 2008 مما أدى إلى الأزمة المالية العالمية، قبل أن يعود الآن ليحذر من عدم المبالغة في التفاؤل باستمرار ارتفاع مؤشرات الأسواق.

وتوقع هوسمان أن يهوي مؤشر “أس أند بي 500″، المؤشر الأهم في بورصة “وول ستريت” بنيويورك، بنسبة هائلة تصل إلى 64 في المئة، وأشار إلى أن ذلك سيكون انفجار “فقاعة مضاربات على زيادة العائدات”.

يذكر أن مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” ارتفع بنسبة 19 في المئة منذ بداية العام الحالي 2023 حتى الآن، ويعني ذلك أن المؤشر ارتفع منذ عام 2008 بنسبة تزيد على 400 في المئة، أما نسبة سعر السهم إلى العائد عليه، وهي من المؤشرات الأساسية التي يستند إليها المستثمرون في تقييم السوق، فقفزت إلى نحو 26 في المئة حالياً، مقابل نسبة 19 في المئة العام الماضي 2022، بحسب بيانات “ماكرو تريندس دوت نت”.

أساس توقعات الانهيار
يعدد جون هوسمان في مذكرته الأسباب التي دعته إلى هذا التوقع المخيف، والذي يراه طبيعياً وليس “توقعاً” بقدر ما هو “ضروري” كي تستعد الأسواق، فيرى المستثمر المخضرم أن السوق تواجه الآن ثلاثة عوامل كانت دائماً وتاريخياً مرتبطة بانفجار الفقاعات و”الهبوط الحر” لمؤشرات الأسهم، فهناك ظروف غير مواتية الآن في السوق تتمثل في ثلاثة عوامل أساسية يستند إليها المستثمرون في وضع استراتيجياتهم الاستثمارية وهي المبالغة في قيمة الأصول، وعوامل داخلية سيئة في السوق، والتطرف في توجه المنحنى.

وفي رأيه أن تلك العوامل وصلت إلى القدر الذي “جعل تقديرات العائد مقابل الأخطار في السوق، سواء على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد، عند أقصى درجات السلبية”.

المغالاة في تقييم الأصول
وبحسب مذكرة هوسمان، فإن المغالاة في قيمة الأصول وصلت إلى مستوى غير مسبوق لم يكن له مثيل قبل عام 2020 إلا الأسابيع التي وصلت فيها الأسواق للذروة عام 1929

ويعترف المستثمر، الذي سبق وتنبأ بانهيارات السوق من قبل وحدثت، أن توقعه بانهيار بنسبة 64 في المئة لمؤشر “أس أند بي 500” يبدو من قبيل الشطط، لكنه أصبح معتاداً على وصف توقعاته في ذروة فقاعات السوق بأنها شطط، كما يقول، لكنه يعود لتأكيد “نعم هذه فقاعة من وجهة نظري، ونعم أعتقد أنها ستنتهي بشكل يدمي القلوب”.

ويشير جون هوسمان إلى أن التفاؤل بتقلبات السوق وهبوط المؤشرات أحياناً يجب ألا يجعلنا نتفاءل باحتمال الهبوط التدرجي كي تعود الأسواق إلى التوازن. ويضيف “على رغم الحماس في شأن انتعاش السوق منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فما زلت مقتنعاً بأن تلك الخسائر السابقة في السوق ليست سوى مقدمة انهيار في أكثر فقاعة مضاربات تطرفاً في تاريخ أميركا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى